الثلاثاء، 28 مارس 2017

عطا في أمريكا .. مسارات آمنة



زيارة مهمة لرئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول أمن مهندس محمد عطا المولى عباس للولايات المتحدة الأمريكية تحمل في طياتها أكثر من إشارة لافتة تصب إيجاباً في اتجاه التوافق الأخير الذي أدخل البلدين في مسارات آمنة.
>  حوارات ولقاءات ومواقف عدة توجت برفع العقوبات الاقتصادية، بعد استمرارها لسنوات طويلة بسبب توترات شابت العلاقات في حقب سابقة.
>  جاءت الزيارة بدعوة رسمية من مدير وكالة المخابرات المركزية وهي الأولى من نوعها بعد تولي دونالد ترامب مهامه رئيساً لأمريكا، الأمر الذي يؤكد أن خطوات واسعة مضت تجاه التوقيع النهائي على رفع الحظر في يوليو المقبل إن شاء الله.
>  المهددات الأمنية والإنسانية بين الواقع والمستقبل كانت ضمن أجندة اجتماع رفيع بين عطا ومدير الـ  «CIA»  مايكل بومبيو ونائبته جينا هاسبل ومساعديه، ثم كانت لقاءات أخرى مع مكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن الوطني ورؤساء لجان ونواب بالكونغرس.
>  لقاء مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني بقيادات أمريكية مؤثرة يعكس مدى اهتمام القيادة الجديدة بملف السودان لما يلعبه من أدوار مهمة وإستراتيجية على مختلف الأصعدة، وهناك العديد من الهموم المشتركة أسهمت الخرطوم في كبحها والسيطرة عليها بصورة كبيرة كمكافحة الإرهاب وتجارة البشر.
>  أيضاً حدث اختراق لافت في ملفات وضعتها أمريكا كخطة لرفع العقوبات تمثلت في التعاون لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من النزاع في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق)، إلى جانب دعم الأمن الإقليمي والحث على السلام بدولة جنوب السودان والحد من نشاط جيش الرب بالمنطقة.
> هذا التحول الكبير في العلاقات ينبغي الاستفادة منه لأقصى درجة في إدارة النقاشات العميقة والجادة حول مستقبل البلاد ووضعها الأمني والاقتصادي وترميم ما دمره الحصار في السابق. مع استصحاب التحديات الدولية والإقليمية التي شارك السودان مع بقية دول العالم في إيجاد حلول ناجعة لها.
>  الانفتاح الأخير يصب في مصلحة الشعب السوداني الذي عاني كثيراً بعد أن جثمت على صدره كوابيس الحصار وحبست عنه الغذاء والدواء، فصار يتنفس بصعوبة ويختنق بفعل الضغط الشديد الذي تعرض له من أخطبوط قاتل كاد يزهق روح الاقتصاد لولا إشراقات هنا وهناك كفلت لنا أن نعيش برغم التحديات والأعاصير السياسية التي اجتاحتنا أكثر من مرة.
>  مرحلة أمنية جديدة ندخلها مع الأمريكان ونتمنى أن تحمل زيارة مدير الجهاز الحلول لكثير من القضايا العالقة لنخفف الضغط الأمني والسياسي والاقتصادي الذي عانينا في السنوات الماضية ومن حق الشعب السوداني بعد هذا الصبر الطويل أن  يجني ثمار تعاون وثيق بدأت تلوح تباشيره في الأفق القريب.
كمال عوض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...