الاثنين، 30 نوفمبر 2015

لُغز الغاز ..!!




غُلام من أهل مكة كان ملازماً للمسجد، و افتقده ابن عمر رضي الله عنه يوماً و آخر، فذهب إلى داره ليتفقده .. ولم يجده، وعندما سأل عنه والدته أجابت (هو على طعام له يبيعه)، أي صار بائعاً لطعام ما .. فذهب إبن عمر إلى حيث متجره، وخاطبه ناصحاً ( يا بني..مالك وللطعام؟ فهلا إبلاً ، فهلاً بقرا، فهلا غنما، إن صاحب الطعام يحب المحل وصاحب الماشية يحب الغيث).. وهي دعوة – ذات رمزية – للإنتاج، وتذكير بأن المنتج دائماً ما يحب الرخاء والسخاء ( الغوث)، و أن البائع – و كذلك السمسار – دائما ما يشتهي الندرة و الأزمة والجفاف ( المحل)..!!
:: ومع ذلك، أنظر إلى خارطة الصناعة والزراعة و غيرها من مساحات الإنتاج، فلن تجد فيها ممن كانت تصفهم صحف الديمقراطية الأخيرة بتجار الجبهة إلا ( قليلاً)، وقد لا تجدهم .. ولكن حدًق في عالم التجارة – و السمسرة – لترى فيالق جيشهم تطاحن فيما بينهم لتحتكر الأسواق و سلعها وتثري لحد الفحش ..نعم، فالقليل من العامة هم الزٌرًاع والصنًاع في بلادنا، بيد أن السواد العام من خواص السلطة وحزبها الحاكم يحترف تعذيب الناس بالجشع والإحتكار و كل أنواع الفساد.. وما يحدث في سوق الغاز منذ الشهر الفائت، لايختلف كثيراً عما حدث في سوق الدواء قبل عام ، ولا عما حدث في سوق القمح والدقيق قبل أشهر، وكلها نماذج لفساد النفوذ المحمى بمراكز القوى الفاسدة..!!
:: لا تُوجد أزمة غاز، بدليل أن أسطوانة الغاز تُباع – للمقتدرين – بأضعاف سعرها، وهذا يعني (يُوجد جشع)..وليس في هذا الأمر عجبا، فالطبيعة لا تقبل الفراغ، وعندما تضعف الدولة وقانونها تستقوى المافيا ويتمدد قانون الفوضى..فالبيع لفترة ثلاثة أو أربعة أسابيع بهذه الأسعار المضاعفة قد تكفي الشركات والوكلاء والتجار من أموال الناس ( جشعا وسحتا وحراماً )، ثم تعود بعدها تلك الأسعار المشروعة (كما كانت).. هكذا تتوالى حلقات هذا المسلسل سنوياً تحت سمع وبصر المسماة – مجازاً – بالأجهزة المسؤولة وقوانينها التي تصلي المواطن من عامة الناس سعيراً إذا سرق ( قوت يومه)، وتتقزم لحد التلاشي أمام من يسرقون ( قوت عمره).. وأمام هذا النهج غير العادل لا يخطئ من يقترح تحويل مساحات نيابتي الثراء الحرام و المستهلك إلى ( ملعب خماسيات)..!!
:: وما يؤلم أنهم لا يكتفون بالأفعال ألماً، بل أقوالهم أشدً وقعاً على الناس.. وإقرأ على سبيل المثال : (الغاز متوفر بالشركات، ولا توجد مشكلة، وما حدث يعتبر هلع من المواطن، ولا يوجد نقص، وما يخص ارتفاع الأسعار فالشركات ملتزمة بالسعر الرسمي)، علي أبرسي – النائب البرلماني والرئيس المناوب لإتحاد أصحاب العمل ورئيس مجلس إدارة أبرسي غاز- للتيار .. لاتوجد مشكلة غير (هلع المواطن)، هكذا إختزل الحدث، فصدقًوه بعد دفن العقول في الرمال ..إختفاء لحد البحث ثم الشراء بأضعاف السعر، ومع ذلك المواطن (غلطان) ومتهم بتهمة (الهلع)..وعلى كل، هي ليست أزمة غاز طارئة وتنتهي بتوفر الغاز بأسعاره الرسمية خلال أسبوع كما قالت السلطات، بل هي أزمة دولة أوضح ما فيها المافيا و أقوى ما فيها تحالف ( التجارة والسياسة)..!!

هيئة تنمية جنوب الصحراء تدعم مشروعات بشمال "كردفان" و"النيل الأبيض"

بتكلفة بلغت (250) ألف دولار
أكد مدير قطاع "كردفان" و"النيل الأبيض" بالهيئة العالمية لتنمية جنوب الصحراء  "دفع الله البشير" عن تقديم "اليابان" منحة بتكلفة (220) ألف دولار لتمويل عدد من الأنشطة في برنامج التعليم  بالولايتين، كان من أهمها مدرسة المنصورة التي تم إنشاؤها في منطقة "أم دم حاج أحمد" وتدخل في إطار نفرة التعليم التي تنتظم الولاية تحت ظل نفير نهضة ولاية شمال "كردفان"، وتم افتتاحها على يد وزير التربية بشمال "كردفان"، بالإضافة لمدرسة "الميرم" بغرب "كردفان" ومركز شيكان لتعليم اليافعين ومركز ميخائيل لتعليم المرأة، فضلاً عن تقديم خدمات الطلاب الذين فقدوا التعليم في الأساس وبرامج دعوية وتحفيظ قرآن ورياض أطفال، وذلك بتكلفة تفوق الـ(150) ألف جنيه.
أما في مجال المياه أكد "دفع الله" أن الهيئة قدمت بالشراكة مع منظمة كافود البريطانية وفي إطار نهضة ولاية شمال "كردفان" توصيل المياه لعدد (700) منزل بحي الشهداء بـ"الأبيض" ودعم الخط الرئيسي الناقل للمياه والخطوط الداخلية وتوصيل مياه لعدد من المدارس وذلك بتكلفة مليون ومائة ألف جنيه.
مشيراً إلى أن الهيئة تعمل مع شركائها في مجال التعليم لتقديم خدمة أفضل تساهم في نهضة الولاية، وذلك بالتنسيق التام مع وزارة التربية والتعليم، كما قامت الهيئة  بتسوير عدد 2 كيلو بـ"تردة الرهد" وعمل مشروع يفصل بين شرب الإنسان والحيوان منعاً للتلوث، وقدمت جهاز تنقية مياه من منظمة "كافود" بسعة (75) برميلاً في الساعة لمحلية "الرهد أبو دكنة".
هذا ومن جانب آخر امتد عطاء الهيئة إلى محليات "أبو كرشولا" و"العباسية" وأبوجبيهة" بجنوب "كردفان" ليشمل إداريتي "خور الدليب" و"خور الطينة" بتقديم عدد من مشاريع المياه، التوعية الصحية، التثقيف الصحي وحملات نظافة، وذلك بإشراف مفوضية العون الإنساني بالولاية وبتمويل من منظمتي "اليونيسف" و"كافود" وبشراكة ذكية مع هيئة الإغاثة الإسلامية بـ"المملكة العربية السعودية" تمت كفالة (300) يتيم بكفالة بلغت مليون جنيه على دفعتين، وفي إطار الزراعة وبتمويل من منظمة "كافود" البريطانية تم تقديم معينات لعدد (430) مزارعاً، بالإضافة للمشروعات المدرة للدخل كتمويل عبر البنك لعدد (55) أسرة.

 آدم عبد الرحيم

الأحد، 29 نوفمبر 2015

الفينا مكفينا




خلال مرافقتنا لنائب رئيس الجمهورية إلى إثيوبيا، سألت الأستاذ عبد الرحمن حسن عبد الرحمن، محافظ البنك المركزي، عن مسببات الأزمة التي حدثت في البنزين مؤخراً، فعزاها إلى أمور إدارية، وخلل في آليات التوزيع، بخلاف أسباب أخرى، سنوردها في حينها.
* سلعة نمتلك منها فائضاً مقدراً، نصدِّره إلى بعض دول الجوار، ما الذي يجعلها تشح في السودان؟
* لا توجد صفوف في إثيوبيا التي تستورد (80) في المائة من بنزينها منّا، فكيف نتقبل وجود صفوف في بعض محطات الخدمة بالسودان؟
* الصحيح أن إثيوبيا تستورد كل بنزينها من السودان، لأن العشرين في المائة الباقية تصلها بالتهريب عبر الحدود.
* التهريب يطال الدقيق والقمح والذرة والسكر والزيوت والبنزين والجازولين وحتى إسبيرات السيارات، وبعض السلع الهامشية.
* حدثني أحد الأصدقاء قبل فترة، عن أن بعض أقربائه حققوا مداخيل كبيرة وأرباحاً خرافية من عوائد تهريب الإسبيرات إلى إثيوبيا.
* تهريب يتجه شرقاً وغرباً وجنوباً، في حدود مفتوحة على مصاريعها، وممتدة لآلاف الكيلومترات، مما يصعب مراقبتها، ويعسِّر إغلاقها أو السيطرة عليها.
* اقتصاد الندرة الذي نعيش عليه منذ فترة، تسبب في حالة غلاء طالت معظم السلع المهمة.
* البضائع تزداد أسعارها وهي في رفوف المتاجر بسبب الارتفاع المتواتر لأسعار الدولار.
* الجازولين يختفي من الطلمبات كل حين، لأنه سلعة مستوردة، تتأثر بشح الدولار، وصعوبة التحويلات.
* مسلسل الغاز تحول إلى مجموعة (ألغاز)، بسبب إصرار الوزارة على أن أزمته (مفتعلة)، والصحيح أنها واقع يصعب نفيه، لأن طوابير الأنابيب الممتدة مئات الأمتار في كل الأحياء تكذبه بقوة.
* هناك ضغط شديد يقع على معظم السلع الإستراتيجية، لأننا نتشاركها مع الملايين من المهاجرين غير الشرعيين، يقيمون معنا، ويأكلون خبزنا (المدعوم)، ويتعالجون في مستشفياتنا بدواء تخصِّص الدولة عشرة في المائة من عوائد صادراتنا القليلة لدعمه.
* مهاجرون يستقلون مواصلاتنا التي تعمل بجازولين مستورد، تصر الدولة على أنه ما يزال مدعوماً برغم الزيادة التي طرأت على أسعاره.
* السودان لا يزال دولة جاذبة للهجرات غير الشرعية، برغم حرج ظرفه الاقتصادي، وبرغم موجة الغلاء التي تضرب أسواقه، ولا أدل على ذلك من أننا ما زلنا نستقبل ملايين الجنوبيين والإثيوبيين والإريتريين والتشاديين ومهاجرين من أفريقيا الوسطى، وحتى النيجر ومالي ونيجيريا يومياً.
* فضاءات التعدين الممتدة في ولايتي الشمالية ونهر النيل تزخر بمئات الآلاف من الأفارقة، بخلاف من ينشطون في تعدين الذهب في دارفور وكردفان وسواهما.
* الحدود مع الجنوب تشهد هجرات يومية باتجاه السودان، هرباً من جحيم الحرب المستعرة هناك.
* يمكننا أن نتعايش مع المهاجرين برغم أنهم لم يحترموا قوانيننا، ولم يدخلوا بلدنا بطرق شرعية، لكننا لا نتفهم أن نستمر في حمل خمس دول على ظهرنا المقوَّس أصلاً، لنحمل همَّ تزويدها بالبنزين والجازولين والقمح والدقيق والسكر والذرة وغيرها.
* الزاد كان ما كفى أهل الدار حرام على الجيران.
* شوفوا حل سريع للتهريب.
* الفينا مكفينا!!
مزمل ابو القاسم

الاثنين، 23 نوفمبر 2015

السماح للمستثمرين بترحيل (400) ألف جوال فحم و(65) ألف متر حطب خارج النيل الأزرق




سمحت إدارة الغابات بولاية النيل الأزرق للمستثمرين بترحيل (400) ألف جوال فحم و(65) ألف متر حطب إلى خارج الولاية للاستفادة من قرار وزير الزراعة الاتحادي، بالسماح بترحيل المنتجات الغابية التي قطعت قبل قرار رئيس الجمهورية رقم (283)  والخاص بوقف قطع الأشجار بالسودان في مدة لا تتجاوز شهراً.
وقال مدير الإدارة العامة للغابات بولاية النيل الأزرق "يوسف سليمان عبد الله"، إنه يؤيد قرار السيد الرئيس بوقف قطع الأشجار إلا أن المطلوب توفير البدائل خاصة وأن تأثير الفحم على ارتفاع السلع ذات الصلة بالوقود سيكون واضحاً على المواطنين.
وأضاف أن إدارة الغابات بالولاية بعد قرار الرئيس فقدت أكثر من مليار جنيه رسوم تحصيل شهرياً على منتجات الغابات، منوهاً إلى أن الضرائب والمحليات والمالية تأثرت بالقرار، مبيناً أن مجمل الخسائر من المنتجات الغابية التي كانت تتحصلها إدارة الغابات والضرائب والمالية وأسواق المحاصيل والمحليات بعد تطبيق القرار، بلغت (25) مليار جنيه حتى الآن، مستطرداً أن إدارته طالبت وزارة المالية بتسيير للإدارة إلا أن الوزارة ردت بالاعتذار لعدم توفر الإيرادات، مشيراً إلى أن ذلك له تأثير سالب على تسيير دولاب العمل في الإدارة والإدارات الأخرى، معرباً عن أمله في تكثيف البرامج الإرشادية بأهمية تنفيذ قرار السيد رئيس الجمهورية.
من جانب آخر يشرف وزير الزراعة والثروة الحيوانية والغابات بالنيل الأزرق د. "برعي أبو شنب" مع وزير المالية بالولاية الأمير "محمد عثمان هاشم" على الترتيبات الخاصة بافتتاح مركز الخدمات وتسويق الأسماك بالولاية.
ووجه الوزير بالإسراع بتسويق الأسماك، مطالبا بانعقاد اللجنة التي شكلها الوالي من ممثلين لوزارتي الزراعة والمالية للترتيب لافتتاح وتشغيل تسويق الأسماك .
من جهته أوضح مدير عام إدارة الثروة الحيوانية بالولاية "محمد محمد صالح" أن مركز الأسماك الحديث يضم (75) نافذة بيع وتسويق للأسماك بمختلف أصنافها، مشيراً إلى توفير الخدمات خاصة خدمة التبريد حيث يضم المركز مصنعاً للثلج

.

أورنيك (15) الورقي.. مشهد الوداع الأخير



تطبيق مشروع التحصيل الإلكتروني بالبلاد يعدّ تحدياً كبيراً لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، إذ إنه ما زال في بداياته ويحتاج إلى وقت حتى يتسنى للوزارة تقييم التجربة التي نفذت في بداية يونيو الماضي وحققت نجاحاً كبيراً في المحافظة على إيرادات الدولة ومنع الفساد في المال العام. ويحظى التحصيل بدعم كبير من أعلى هرم الدولة، حيث إن رئيس الجمهورية المشير "عمر البشير" يدعم المشروع ويقف على مراحل تنفيذه يوماً بيوم، بالإضافة إلى نواب الرئيس وولاة الولايات ووزراء المالية، وعدّه النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن "بكري حسن صالح" (يوقف العضة) في إشارة منه لحالات اختلاس المال العام أثناء التحصيل الورقي.
بالأمس احتفلت وزارة المالية وديوان الحسابات بإبادة أورنيك (15) الورقي معلنة انتهاء عهده وأنه لا رجعة إليه، وأقيمت في باحة الوزارة محرقة رمزية أشعل فيها وزير الدولة بالمالية "عبد الرحمن ضرار" عود الثقاب في الأرانيك الورقية التي بلغت في جملتها (108245) تمت تعبئتها في (778) جوالاً واكتمل نقلها بأكثر من (10) شاحنات ليتم حرقها في منطقة "جبل طورية" غرب أم درمان.
مشهد وداع أورنيك (15) الورقي بحرقه كان حزيناً بالنسبة للمتحصلين الذين اعتادوه وألفوا صوت خشخشته ورائحته المميزة، ووقف بعض من موظفي المالية حضوراً في لحظات تشييعه إلى مثواه الأخير قبل أن تشتعل فيه النيران وتحوله إلى رماد يتطاير في سماء أم درمان، وحرص عدد من الحضور على توثيق الحدث بكاميرات هواتفهم النقالة. وقال مدير عام ديوان الحسابات "هشام آدم مهدي" إن وداع العمل بأورنيك (15) الورقي حزين، لكنه مفرح في ذات الوقت، وأشار إلى أن المشروع واجه مقاومة ناعمة لكن نحن قادرون عليها.
وفي رده على سؤال (المجهر) حول ماذا لو تمت إعادة هذه الكميات الكبيرة من الإيصالات الورقية ليستفاد منها في صناعات أخرى، قال رئيس اللجنة العليا للحريق "محمد طاهر محمد أحمد" إن أورنيك (15) الورقي خطر جداً، ولا يضمنون ذهابه لأية جهة لتستفيد منه في تحويله لصناعة أخرى، لذلك تم حرق الكمية التي جمعت، وأكد حرق (93667) أورنيك ورقياً و(11,200) من أرونيك (76) المعاون و(3378) أرونيك جمعت من مطابع السودان للعملة، مشيراً إلى أن هذه الأرانيك جمعت من (293) وحدة حكومية مركزية، مشيراً إلى أن أربع ولايات أيضاً حرقت الأورنيك الورقي، منها: غرب ووسط دارفور، البحر الأحمر، سنار والنيل الأزرق.
وبدت قيادات وزارة المالية والجهات ذات الصلة متحمسة وأكثر نشوة وسعادة بنجاح المشروع الذي طالما راهن وزير المالية "بدر الدين محمود" على نجاحه حينما أعلنه، لا سيما وأن المشروع واجه بعض النقد من جماعات الضغط، وهذا ما تحدث عنه وزير المالية صراحة بتصريحه السابق الذي قال فيه إن المتلاعبين والمتجاوزين يقودون مقاومة شرسة لنظام التحصيل الإلكتروني الذي يقف ضد مصالحهم الشخصية، وألحقه أمس وزير الدولة بالمالية "مجدي يس" بحديث مماثل بقوله: (هنالك ضغط من وسائل إعلام ومنتفعين، لكن الوزارة صبرت على ذلك طوال الخمس أشهر الماضية).
ويقول وزير الدولة بالمالية "عبد الرحمن ضرار" إن التحصيل المالي بدأ باستخدام الكشوفات المالية ثم انتقل إلى الأرانيك التي تحمل الكربونات وكان في ذلك مخاطر عالية جداً، بحيث لا يطمئن دافع الضريبة، إلى أن وصلنا إلى أورنيك (15) الورقي بمزيد من الضبط في 2004، ثم انتقلنا اليوم لنودعه واستبداله بالإلكتروني. وأشار "ضرار" إلى أن نجاح المشروع إنجاز كبير لوزير المالية "بدر الدين محمود"، ولابد أن نشكر رئاسة الجمهورية التي أصدرت توجيهات للولاة والوزراء بالمضي قدماً في المشروع لأنه مشروع حكومة السودان ويحقق الطمأنينة لدى دافعي الضريبة، كما لابد أن نشكر مركز النيل للدراسات التقنية.
وخلال الاحتفال بإبادة الأورنيك الورقي سلم وزير الدولة بالمالية "عبد الرحمن ضرار" دار الوثائق القومية الدفاتر المحاسبية الورقية، معلناً نهاية عهد التحصيل الورقي وانتظام العمل بأورنيك (15) الإلكتروني في أنحاء البلاد كافة. وقال في احتفال الوزارة بإبادة أورنيك (15) إن الحدث يمثل تاريخ الإصلاح الاقتصادي بالسودان، مؤكداً أن نظام التحصيل الإلكتروني استقر في جميع ولايات السودان بما فيها التي تشهد اضطرابات أمنية، مبيناً أنه أصبح واقعاً معاشاً بعد أن كنا مشفقين عليه يوم انطلاقته بداية يونيو الماضي.
ويؤكد "ضرار" أن مشروع التحصيل الإلكتروني يحقق الطمأنينة لدافعي الرسوم والضرائب، وبعث الثقة بأن الذي يدفعونه يذهب للخدمات، فيما يقول وزير الدولة بالمالية "مجدي حسين" إن التحصيل الإلكتروني نقل الاقتصاد الوطني إلى مرحلة جديدة يستخدم فيها التقنية، رغم الضغط من قبل الإعلام والمنتفعين، لكن الوزارة صبرت على ذلك طوال الخمسة أشهر الماضية.
ويرى مراقبون أن التحصيل الإلكتروني سيحد من حالات الاعتداء على المال العام، وينهي ما يسمى بتجنيب الإيرادات لدى المؤسسات، ويحقق ولاية وزارة المالية على المال العام، وكان أن اكتشفت وزارة المالية بداية تطبيق المشروع جملة من الممارسات الخاطئة والتجاوزات وشبهات الفساد في تحصيل الرسوم.
وتشير وزارة المالية إلى أنها عقب تطبيق أورنيك (15) الإلكتروني اكتشفت أكثر من (40) رسماً غير قانوني يتم تحصيله خارج أورنيك (15) الورقي وفق مسميات مختلفة، بجانب رسوم يتم تحصيلها دون علم المسؤولين في المستوى الأعلى، بالإضافة إلى كثير من الرسوم تُحصل من غير علم الرئاسة في الولايات، كما اتضح أن عدد المتحصلين في البلاد يبلغ (17) ألف متحصل ومتعاون، وهناك (36) ألف نوع من الرسوم المحصلة في السودان، قال إنه تم تقليصها إلى (25) ألف رسم حتى الآن، وأعلن عن تشكيل لجنة لمراجعة هذه الرسوم لتقليص مسمياتها.
وقد أدى تذبذب شبكة الاتصالات إلى حدوث بعض المشكلات في التحصيل الإلكتروني في بداياته، لكن وكيل وزارة المالية "مصطفى حولي" طمأن ببداية المرحلة التقنية الثانية من التحصيل الإلكتروني غداً (الجمعة) من خلال تحديث البرنامج، تشمل عدة محاور من بينها استبدال الطابعات العادية بأخرى حرارية مما يمنع تصوير الأورنيك

سيف جامع 

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...