الثلاثاء، 27 فبراير 2018

السعر التركيزي للقمح …. حوافز مشجعة



وجد السعر التركيزي الذي أعلنته رئاسة الجمهورية لزيادة السعر التركيزي لشراء محصول القمح قبولا تاما من خبراء ومختصين في مجال الاقتصاد وخاصة المزارعين الذين اشتهروا بزراعة المحصول الإستراتيجي في مشروع الجزيرة ويتفق خبراء على ان تحقيق الامن الغذائي العربي يسهم في دفع عجلة الانتاج بالقطاع الزراعي الذي ظل يعاني من تدهور في الانتاجية بسبب فقدان التقانات الحديثة واستخدام الطرق البدائية التقليدية في الفلاحة
و أعلن الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي زيادة السعر التركيزي لجوال القمح إلى 750 جنيهاً بدلاً عن 550 جنيهاً مبينا إنجاح الموسم الزراعي بالولاية برئاسة د. محمد طاهر ايلا والي الجزيرة بإلتزام الدولة دعم المنتجين لتشجيع زيادة الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي العربي .
وأكد بكري إستمرار دعم الدولة لنهضة مشروع وتوفير التقانات الحديثة والتقاوي المحسنة وشدد على ضرورة وضع سياسات واضحة للنهوض بالإنتاج والإنتاجية ، ودعا لضرورة التركيز على زراعة محصول القطن والتوسع في المساحات والإلتزام بالخطط الموضوعه .
وأكد والي الجزيرة محمد طاهر ايلا أن لجنة إنجاح الموسم الزراعي على مستوى الولاية والمحليات حققت أهدافها بالتنسيق والتعاون بين شركاء العملية الإنتاجية ومعالجة كافة العقبات التي إعترضت الموسم الزراعي وتوفير المدخلات والمتابعه اللصيقه والتقييم بواسطة هيئة البحوث الزراعية ومعالجة قضايا التمويل والنقل
وأكد المهندس الصادق فضل الله صباح الخير وزير الدولة بوزارة الزراعة والغابات دفع الدولة للقطاع الزراعي لتحقيق أهدافه وبرامجه لزيادة الإنتاج والإنتاجية ولفت الى إهتمام وزارته بولاية الجزيرة مبينا أن 39% من المساحات المروية داخل الجزيرة و54% من إنتاج القطن و50% من القمح .
وقطع بأن التحدي الأساسي للقطاع الزراعي الإلتزام بالمواقيت والمساحات بالتشاور مع وكالة الري والإلتزام بإستخدام التقانات الحديثه والتركيبه المحصولية .
تجدر الاشارة الى ان مشروع الجزيرة حقق نجاحا كبيرا في محصولات العروتين الصيفية والشتوية الا ان هنالك عقبات اعترضت اداءه
ان ملامح الخطة التأشيرية للموسم الزراعي الجديد 2018م ـ2019م تستهدف زراعة 1.5 مليون فدان بمحصولات العروتين ، بالتركيز على النهوض بالإنتاجية عبر إستخدام التقانات الحديثه والإلتزام بمواقيت الزراعه والتوسع في مساحات القطن والقمح.
ويرى الخبراء ان تطبيق التقانات الحديثة والتحكم في منظومة الري من قبل المزارعين والارشاد الزراعي من شأنه ان يحقق إنتاجية تفوق الانتاج الحالي للفدان حتى وان كانت المساحة المزروعة قليلة ولا تسلم من المشكلات التي تواجه المشروع لاسيما وان المزارعين يعانون من تكلفة الانتاج وارتفاع اسعار المدخلات خاصة وان السعر التركيزي للجوال السابق كان ضعيفا جدا ولا يغطي تكلفة الانتاج ويشكل تحديا للمزارع الا ان هذه الخطوة من شأنها ان تعمل على تحفيز المنتج المحلي والمزارع البسيط وتمكنه من العبور الى بر الامان في القطاع لتحقيق كل آماله وطموحاته ليس المزارع فحسب بل السودان ليضع منفذا لتوفير الغذاء العربي من واقع ما تتمتع به البلاد من اراضي زراعية صالحة وموارد طبيعية تبشر بانتاجية عالية.
ويرى مزارعون في مشروع الجزيرة أن «750» جنيها سعر رغم انه ضعيف وقد لا يغطي التكلفة لان تكلفة الفدان تقدر بـ«4400» جنيه تقريبا ، الا انها خطوة ايجابية ويمكن ان تدعم الانتاج
وطالب بعض المزارعين بالمشروع ، الدولة بدعم الزراعة والمزارع، و توفير بيئة عمل جيدة بجانب دعمها للتقاوى، وطالبوا بتوفير أسعار مجدية للمزارعين لتسهيل عملية الزراعة، وأشاروا الى استفادة عدد قليل من التمويل الزراعي
والناظر الى مشروع الجزيرة يجد أن هناك شكاوى مستمرة من المزارعين من نظافة الأراضي حتى آليات الحصاد، ما يؤثر على الإنتاجية إن لم تتوفر في الوقت الأنسب، واكد الخبراء أنه اذا لم لم تتفادى الدولة ذلك الخلل سوف يكلف المزارعين ويؤثر في أداء الدولة الاقتصادي، كما يؤثر في دخل المزارع وقد يضعف الأسعار نسبيا ، خاصة وان الدولة لديها إمكانيات كبيرة يجب أن تستغل بأفضل الطرق وذلك بتوفير مدخلات الإنتاج في الوقت المناسب، بجانب وضعها للسعر التركيزي المحفز والمشجع للزراعة حتى لا يتجه المزارعون من المجال الزراعي لمجالات اخرى من صناعة وتعدين وغيرها ، مما يؤدي ذلك الى التحول للزراعة الآلية عوضا عن العمالة الكثيفة وفي ذلك ميزة الإنتاج والإنتاجية الأعلى خاصة إذا توفرت الإدارة السليمة للزراعة .
ويرى الخبير الاقتصادي د. عبد الله الرمادي ان رفع الدولة السعر التركيزي للقمح محفز ومشجع في ذات الوقت للمزارعين وللمنتج المحلي ووصفه بالإيجابي ويؤكد مدى اهتمام الدولة بزراعة القمح ولكن ينبغي ان تعرف الدولة مدى أثر ذلك على القمح المحلي ومقارنة اسعاره عالمية ثم معرفة اثره على الخبز. وقال الرمادي ان ذلك القرار يمكن ان يعمل على زيادة الانتاج والانتاجية ويؤدي الى خفض العائد للمزارع وفي نفس الوقت خفض سعر الجوال في حال تم تطبيق التقانات الحديثة والتحكم في منظومة الري والارشاد الزراعي حتى تدفع لانتاجية عالية مما كان عليه في السابق وبالتالي فان تكلفة الانتاج سوف تنخفض لادنى مستوى وزيادة الانتاج ويدعم ذلك بالادارة السليمة للزراعة فان النتيجة تكون لصالح المواطن الذي عانى من شدة ارتفاع الاسعار التي اثقلت كاهله.
اعتدال احمد الهادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...