رجاء كامل
أدى عدم توفر مواعين تخزينية كافية لاستيعاب الانتاج
العالي من محصول الذرة للموسمين الماضيين لتلف كميات كبيرة من الانتاج تقدر بآلاف الجوالات,
علما بان 20% من الانتاج لم يتم حصاده وترك داخل الحقول جراء ارتفاع تكلفة الحصاد وضعف
التسويق وانعدام المواعين التخزينية.
وكان رئيس اللجنة الزراعية بالمجلس التشريعي بولاية
القضارف الصافي عوض حذر من تلف اكثر من 9 ملايين جوال ذرة تم تخزينها في المطامير التقليدية
داخل الارض والمخازن التجارية غير المطابقة للمواصفات التخزينية بعد توقف البنك الزراعي
عن تشييد المطامير التخزينية وتسببت الامطار التي هطلت مبكرا في شهر مايو المنصرم والتي
بلغت 690 ملم متر مقارنة بـ395 ملم متر في ذات التوقيت من العام الماضي بصورة لم تشهدها
القضارف منذ 40 عاما في تلف كميات كبيرة من الذرة للمزارعين والتجار والبنوك والشركات
وديوان الزكاة.
يذكر ان بالسودان توجد صومعتان تم بنائهما في ستينيات
القرن السابق تبلغ سعة صومعة بورتسودان 100 ألف طن للحبوب والاخري بالقضارف سعتها
300 ألف طن اضافة الي صوامع اخري صغيرة الاحجام تابعة للبنوك والشركات ليقوم البنك
الزراعي بإنشاء مطامير تقليدية في حالة الانتاج العالية من الحبوب.
بينما ركز البرنامج الخماسي للاصلاح الاقتصادي
2015 ـ2019 والذي جاء تحت شعار «الانتاج من اجل التصدير» علي زيادة انتاج الحبوب الغذائية
من 7.5مليون طن الي 14 مليون طن بنهاية الخطة والحبوب الزيتية من 1.5 مليون طن الي
4.4 مليون طن وزيادة انتاج القطن من 500 الف طن الي 882 الف طن فيما شهد انتاج هذا
العام في بعض المحاصيل طفرة عالية في الانتاج كان من شأنها ان تؤثرعلي الانتاج الصناعي
التحويلي والاستخراجي كمحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي عبر الشراكات مع القطاع الخاص
كما جاء في البرنامج الخماسي مما يؤدي للتوسع في المناطق الحرة وإنشاء مناطق اقتصادية
وبالتالي زيادة معدل النمو في القطاع الزراعي خلال فترة الخطة بمتوسط 6.8 سنويا.
واكد مديرعام القطاع الاقتصادي ولاية الخرطوم والخبير
الاقتصادي د. عادل عبدالعزيز ان هناك ثلاثة أدوار تؤديها خدمات التخزين للاقتصاد يتمثل
الدور الأول في حفظ المنتجات من التلف لحين تسويقها بالسعر المناسب الذي يحقق الربحية
للمنتج اما الدور الثاني هو تحقيق الأمن الغذائي للسودان وذلك عن طريق قيام الجهة المسئولة
عن المخزون الاستراتيجي للدولة بتخزين المواد الأساسية الاستراتيجية في منشئآت تخزين
ضخمة كصوامع الغلال أو مستودعات المواد البترولية فيما يتمثل الدور الثالث في استخدام
المخزونات كأدوات إئتمان «ضمان» تمنح بموجبها البنوك القروض للمصنعين والمنتجين.
واقر د. عبدالعزيز بمشكلة ضعف مواعين التخزين ومشكلة
التسويق وهما مشكلتان مترابطتان ولهما نتائج كارثية بسبب ضعف مواعين التخزين اصبح كثير
من الانتاج يضيع بسبب كثرة العرض في مواسم الانتاج مما يؤدي لانهيار الاسعار وتكبد
المنتجين خسائر كبيرة وخروجهم من دائرة الانتاج في الموسم التالي وهذا يضعف العرض ويسبب
ارتفاع الاسعار فيه.
والمشكلة الثانية هي مشكلة التسويق حيث يتعدد الوسطاء
ويربحون هوامش ربح بصورة مبالغة تعادل اضعاف المنتج الاصلي للسلعة وبسبب الحاجة للسيولة
وضعف مواعين التخزين فإن المنتجين يتعرضون لابتزاز واضح وكل هذا يضعف توجه الناس للانتاج،
بينما يزدحمون في مهن الوساطة والسمسرة لارباحها العالية والسهلة.
وطالب عادل علي الدولة ان تغير نظرتها لآلية الاقتصاد
الحر وحرية وضع الاسعار وهوامش الربح ذلك لان الآلية لا تعمل بصورة جيدة لصالح المنتج،
لكنها للاسف تعمل لصالح كائن طفيلي غير مرغوب فيه في العملية الاقتصادية.
ودعا د.عادل الدولة ان تعمل لهدفين اولا تقليل
عدد الوسطاء لكل السلع بين المنتج والمستهلك الاخير والثاني وضع هوامش ربح بنسبة لايمكن
للوسيط ان يتعداها، وتجاوز مفهوم حرية السوق الموازي لطرفي المعادلة الاقتصادية المنتج
والمستهلك منوها لتفادي اختلالات السوق وللتحكم في الاسعار بصورة مثلي يجب وضع مخططات
لمنشآت لوجيستكية ضخمة أشبه بالمدن تغطي انحاء البلاد، اهم ملامحها هي توزيعها بحيث
تكون المسافات بينها وبين تجمعات الاستهلاك متساوية، ويتم ربطها بخطوط برية وسكك حديدية
وموانئ ومطارات تجعل الوصول لها متيسر جدا هذه المنشئآت «المدن» اللوجستية تعد بحيث
يتم فيها تخزين كل المواد الهامة في صورها المختلفة، بضائع ومواد غذائية طازجة وحبوب
ومواد بترولية
وولفت عزيز انه يجب علي الدولة ان تقوم بايجار
مساحات المخازن للشركات، والقيام بإعدادها بطريقة تسهل فيها عملية المناولة والنقل
وادارة المخازن وسلامتها وعبرها يتم التحكم في مستوي المخزون وتفادي اي فجوات في وقت
كافي والقصد من المدن اللوجيستية تقليل الوسطاء وتكلفة النقل والتخزين والوصول للاسواق
في وقت قياسي . بالإضافة لتنشيط بورصات السلع .
واضاف انه يجب علي الدولة فتح وتشجيع فرص الاستثمار
في إنشاء الصوامع ذات السعات العالية وإنشاء مخازن متخصصه لحفظ المحاصيل ذات التلف
السريع واعادة تأهيل الصوامع القديمة وإنشاء اخري حديثة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق