الأحد، 15 نوفمبر 2015

تجديد العقوبات الامريكية ... اجحاف في حق السودان


 
مباحثات سودانية امريكية
                       منذ ان فرضًت الولايات المتحدة الامريكية عقوباتها على السودان في     3نوفمبر 1997م ظل الاخير ينادي برفع القوبات عنه والتي اضرت كثيرا بتقدمه ، فالمواطن السوداني تاثر بدرجة بالغة من هكذا عقوبات ، وشدد كثيرون ان لاذنب له ، من ماتحدثه الملفات السياسية بين الدول فامريكا ما ياتي عام جديد الا وجددت عقوباتها ، وكنما السودان ظل يترقب الثالث من نوفمبر من كل علم ليدخل موعد جديد من العقوبات بالرغم من المناشدة الدولية والاقليمية والمحلية لمنظمات المجتمع المدني بضرورة رفع العقوبات عن السودان ، والتنديد بها ، فالي متى يلتف السودان حول دائرة العقوبات الامريكية وهل يؤثر التجديد المتواصل للعقوبات على تطبيع العلاقات الدولتين ، وما اثر الزيارات الدبلوماسية المتبادلة بين البلدين على دفع الملفات العالقة ؟.
ولكن مايتم من تبادل للزيارات بين البلدين قد ياتي بخطوات تصب في مصلحة رفع الحصار الاقتصادي عن السودان فالزيارة التي تمت من قبل وفد الكونغرس الامريكي والتي تاتي في اطار الدبلوماسية الشعبية حسب مدير المعهد الولي للابحاث الذي نظمها لمدة ثلاثة ايام ، والتي التقى خلالها الوفد بقادة سياسيين وبالنائب الاول للرئيس الفريق اول ركن بكري حسن صالح تم التطرق فيها للعقوبات المفروضة على السودان وقضية الحوار الوطني ، ومن ثم التقى الوفد بالبرلمان السوداني ، الذي طالب من جهته برفع العقوبات وما تعكسه من اثر سلبي على المواطن وانهى الوفد الزيارة الاثنين الماضي والتي وقفت عن قرب للتعرف على حقيقة الوضع بالسودان بعيدا عن التقارير المضللة التي اضرت بالبلاد ، وكان قد قام وزير الخارجية ابراهيم غندور مطلع الشهر الماضي بزيارة مثلها لواشنطن التقى خلالها بنظيره الامريكي جون كيري ومن ثم زيارة وفد البرلمان السوداني جميعها لاجل رفع الظلم عن السودان والتعريف بما تقوم به الحكومة والحراك السياسي والمجتمعي بالداخل ، الا ان الولايات المتحدة الامريكية عملت على اصطناع اسباب واهية لتبرير عقوباتها على السودان ، فهي تدعي انه يرعى الارهاب ، ويضيق الحريات العامة ، وما يدور من حروب داخل مناطق السودان ، في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، فامريكا تشجع على حل ازمة دارفور حيث دفعت ادارة اوباما بمساعدات انسانية كبيرة ، مما يرسم خطوط غير متزنة لشكل التعامل الامريكي تجاه السودان فتارة تمد جزرتها واخرى عصاها فالخارجية السودانية عقب تجديد العقوبات قالت في بيان لها الاربعاء الماضي ان مبررات واشنطن لتجديد العقوبات على السودان مرفوضة جملة وتفصيلا .
وفي العام 1997م اصدر الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون قرار فرض العقوبات على السودان ، بعده تم تجميد الاصول الملية للسودان والتي كثيرا ما اضرت باقتصاده ، فضلا عن حظر كافة النشاطات والتعاملات الاقتصادية ، وفرضت امريكا على الدول الاوربية عقوبات حال مخالفتها الحظر باعتبارها مخالفة للقانون الامريكي للطوارئ الاقتصادية  مما افقد البلاد فرص استثمارية كبيرة ، امر "زاد الطين بله" بعد ان فقدت البلاد جل عائدات البترول بعد انفصال الجنوب جاء على خلفية 2011 ، والذي يعتقد البعض ان انفصال الجنوب على خلفية رفع العقوبات عنه الا ان ذلك لم يشفع له لدى الادارة الامريكية ، برفع الحظر
الولايات المتحدة وضعت شروطا لرفع العقوبات كان ان رسمت ملامح اتفاق السلام الذي وقعت عليه حكومة السودان 2005 ومن بعد الايفاء باجراء استفتاء الجنوب الذي افضى الي انفصاله عن الدولة الام ، وكان تكالب امريكا على السودان واضحا بعد ان اخرج من دائرة اعفاء الدول الفقيرة من الديون عبر مشروع مبادرة "الهيباك" لـ(38) دولة ويرى كثيرون انه كان على السودان منع تصدير الصمغ العربي لامريكا والذي يعتبر من اهم المواد التي تدخل في الصناعات الدوائية وصناعات اخرى مهمة " من باب المعاملة بالمثل " ويعتبر السودان من اكبر الدول المنتجة للصمغ العربي في العالم ، مما ادى الي رفع الحظر عن تصديره من قبل الولايات المتحدة الامريكية لحاجتها الماسة له لكي لا تدخل في ضرر اقتصادي لها وكان لانشطة اخرى رات امريكا حاجتها لها التنصيب في استثنائها من الحظر كالزراعة .
فالتجديد المستمر حمل السودان الي ان يحلل ما تقوم به امريكا تجاهه بعدم تطبيع علاقتها مع اسرائيل ، امر جعل معارضين ينادون بضرورة التطبيع مع اسرائيل من اجل المصلحة الوطنية ، فيما ندد عدد من منظمات المجتمع المدني بالعقوبات الاقتصادية على السودان .
حيث نظموا وقفة احتجاجية الثلاثاء الماضي امام السفارة الامريكية بالخرطوم وسلموا مذكرة لنائب رئيس البعثة بالسفارة الامريكية ، مطالبين برفع العقوبات المفروضة وفك الحظر الامريكي ، لجهة ان ما تفرضه واشنطن اثر كثيرا على الشعب السوداني ، ونشط  منتدى المواطن بمشاركة المنظمات المدنية الذي قدم  ذات المذكرة على اقامة مبادرة لمقاومة المقاطعة والعقوبات الامريكية وغيرها على السودان تحت شعار " موطنون ضد العقوبات" حسب تصريح صحفي لمتحدث بالمنتدى جاء ذلك على خلفية تجديد امريكا لعقوباتها الاقتصادية على السودان في 3/نوفمبر الجاري .
رباب رحمة الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...