الاثنين، 9 يناير 2017

شركة سكر النيل الأبيض تدخل مرحلة جديدة من الإنتاج تقودها إلى طاقتها التصميمية




بعد حصولها على ترخيص من مكتب المقاطعة الأمريكية باستجلاب حاصدات
مباحثات مضنية مع شركة (GE) الأمريكية التي استجابت لأطروحات الشركة وأتت بعتادها
المدير العام: المشروع يعتبر قصة وملحمة فريدة.. فالطريق امتد لم تقصره إلا الصحبة الطيبة الفاعلة
وزير الصناعة : لهذه الأسباب لم ننفذ خطة السكر الكبرى وإنتاجنا المتوقع هذا العام (657) ألف طن
"
حسن ساتي": أهالي المشروع ضربوا أنبل المواقف في نكران الذات والتنازل طواعية عن أرض الأجداد
النيل الأبيض  ـ رقية أبو شوك
قال تعالى في محكم تنزيله (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ).
الأرض الجرز يغيَّرها الله سبحانه وتعالى حتى تكون أرض معطاءة تأتى منفعة للإنسان والحيوان معاً.
فعندما قام مشروع سكر النيل الأبيض كانت أهم العوامل الأساسية التي أدت إلى قيامه هو أن أرضه تعتبر من المناطق التي تأثرت بقلة الأمطار والجفاف في السودان خاصة وأن أغلب أهل المنطقة يمتهنون الرعي والزراعة الموسمية، كما أن فترات الجفاف تمتد إلى أشهر طويلة ونظراً لقلة الأمطار في المنطقة فقد تدهورت المراعي الطبيعية مما أدى إلى تقلص أعداد المواشي كثيراً حتى اشتهرت باسم (المنطقة العطشانة)، ولذات الأسباب قل النشاط الزراعي الأمر الذي جعل مواطني المنطقة يرزحون تحت ضائقة الفقر الشديد، وترتب على ذلك هجرة الفئات المنتجة منهم إلى المدن الكبيرة مما أدى إلى تدني الأوضاع المعيشية بالمنطقة.
من أجل هذا كان مشروع سكر النيل الأبيض في مساحة تقدر بحوالي (165) ألف فدان.
وقد تم افتتاحه على يد رئيس الجمهورية قبل (4) أعوام من الآن، حيث ساهم في هذه الفترة الوجيزة في إحداث التنمية بالمنطقة، بالإضافة إلى إنتاجه للسكر(البلور) والذي يذهب مباشرة لولايات السودان المختلفة.
  
الشركة وحصولها على حاصدات أمريكية
بالأمس احتفلت الشركة بحصولها على حاصدات ذات تقنية وإنتاجية عالية من الولايات المتحدة الأمريكية رغم الحظر المفروض على السودان الأمر الذي يعد إنجازاً كبيراً يضاهي إنجازات الشركة.. احتفلت بموقع الشركة الرئيس بولاية النيل الأبيض، حيث شارك في الاحتفال وزير الصناعة د. "محمد يوسف" بالإضافة إلى وفد رسمي يمثل الجهات المعنية بأمر السكر والشركة.
زرنا الحقل لنتعرف على الحاصدات الأمريكية والتي دخلت العمل مباشرة في ملحمة وطنية رائعة نحرت على إثرها الذبائح فرحاً بهذه المناسبة.
طفنا المصنع بكل أركانه وتعرفنا على (البلور) عن قرب شاهدنا الفرحة على وجوه الجميع وهم يحتفلون بهذا الإنجاز الذي سيحوِّل مسيرة الشركة ويصل بها للطاقة التصميمية والتي قدرت بحوالي (450) ألف طن، وكهرباء قد تصل إلى (70) ميقاواط، حيث بدأت الشركة بالفعل في تصدير الكهرباء للشبكة القومية منذ فبراير الماضي.
بعد كل هذا كانت هنالك جلسة تنويرية للوفد الإعلامي من قبل وزير الصناعة د. "محمد يوسف" والمدير العام لشركة سكر النيل الأبيض "حسن ساتي" حيث أجابا على كل الأسئلة والاستفسارات.
وزير الصناعة مشكوراً أجاب على سؤالنا والذي تركز في الاستهلاك الكلي للبلاد من السكر وحجم الفجوة والتي بنيت على الإنتاج مطروحاً من الاستهلاك، حيث قال : هنا(1.2) ألف طن، من السكر، هو الحجم الكلي للاستهلاك بالبلاد، فيما يتوقع أن يبلغ إنتاج البلاد من السكر هذا الموسم (657) ألف طن)، وأضاف: سنقوم باستيراد (450) ألف طن، من السكر الخام ونقوم بتكريرها بمصانعنا المحلية حتى نقلل من حجم الفجوة).
 
تصدير (25) ميقاواط من المصنع للشبكة القومية
العضو المنتدب المدير العام لشركة سكر النيل الأبيض "حسن ساتي" قال وشركته تحتفل بتدشين المرحلة الثانية من المصنع وتصدير (25) ميقاواط للشبكة القومية للكهرباء، حيث تزامن الاحتفال مع احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال.. قال: (نلتقي اليوم ونحن نحقق معنى أصيل ومطلوب من معاني الاستقلال المجيد.. معنى يستمد أصالته ويتجسد من حقيقة أن مشروع سكر النيل الأبيض تم إنشاؤه بأيدي سودانية خالصة فكراً وتخطيطاً وتصميماً وإشرافاً وفق معايير الجودة والممارسات الإنسانية المتطورة في مجال الإدارة والهندسة والتقنية، فأصبح منظومة حديثة من العمليات الإنتاجية تهدف للاستخدام الأمثل للموارد والطاقة.
ووفقاً لـ"ساتي" فإن هذا الاحتفال احتفالاً بمعالم مهمة في مسيرة المشروع والتي سيكون لها دوراً أساسياً في تطور المشروع وصولاً للطاقة القصوى وزيادة فعالية العمليات. وأضاف: (أول هذه المعالم تمثل في حصول الشركة على حاصدات ذات تقنيات وإنتاجية عالية)، وزاد بالقول: (حيث لم تألوا إدارة الشركة وبدعم من مجلس الإدارة من الحصول على ترخيص من مكتب المقاطعة الأمريكية لاستجلاب هذه الحاصدات والتي ستمكن الشركة من زيادة الفاعلية وإدخال تقنيات الحصاد الأخضر مما يعزز من مقدرات الشركة في إنتاج العلف الأخضر للسوق المحلية ومن ثم التصدير خلال فترة وجيزة). وقال: إن الشركة بهذه التقنية ستسهم إيجاباً على الإنتاج الحيواني في البلاد، حيث تستهدف إنتاج ما لا يقل عن (200) ألف طن، من الأعلاف سنوياً هذا خلاف أن الحصاد الأخضر يعزز بشكل واضح من الحضور البيئي للشركة ومساهمتها في تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون.
     
معلم وحدث مهم آخر
"
ساتي" أكد، ونحن نحتفل بهذه المناسبة، أن هنالك معلم وحدث مهم ثاني تمثل في تشغيل المرحلة الثانية من محطة طحن القصب واستخلاص العصير في مصنع السكر، وهذه المحطة يتم تشغيلها بعد استكمال تركيب وتشغيل البرمجيات الأصلية والتي سبقتها مباحثات مضنية مع شركة (GE) الأمريكية التي استجابت لأطروحات الشركة وأتت بعتادها لاستكمال ما انقطع من أعمال. وقال:(الآن نشهد معاً الاختبارات النهائية لتشغيل المحطة بطاقتها القصوى)، مشيراً إلى أن هذا الأمر ما كان له أن يكتمل دون صبر ومصابرة العاملين بالشركة إدارة ومهندسين للاطمئنان على عمليات التركيب والتشغيل خطوة بخطوة إيماناً وثقة بمقدراتهم الهندسية والفنية.
أما المعلم الثالث حسب العضو المنتدب والأهم هو برهان لحقيقة أن شركة سكر النيل الأبيض هي شركة لإنتاج العلف والغذاء والطاقة، حيث أن الشركة بدأت ومنذ فبراير من العام الماضي في تصدير الكهرباء إلى الشبكة القومية مساهمة منها في سد الفجوة في إنتاج الكهرباء، وهانحن ننتقل بهذه العملية إلى مرحلتها الثانية بزيادة فاعلية الإنتاج والتصدير مستهدفين بذلك رفع طاقة التصدير للشبكة القومية لتصل إلى (70) ميقاواط، في وقت قريب، وبعث هنا بتحاياه لوزارة الكهرباء وعلى رأسها الوزير "معتز موسى" لدعمه اللا محدود والتفاهم البناء في استكمال عمليات إدخال محطة كهرباء سكر النيل الأبيض في الشبكة القومية.
      
قصة وملحمة فريدة
إلى ذلك أكد "حسن ساتي" أن مشروع سكر النيل الأبيض قصة وملحمة فريدة ما كان لها أن تسطر لولا مكابدات العاملين بالشركة ووصلهم الليل بالنهار وسكب المداد والدم حباً لهذا الوطن وتعزيزاً لاستقلاله. وقال: إن أهالينا في منطقة المشروع وفي القرى والفرقان ضربوا أنبل المواقف في نكران الذات والتنازل طواعية عن أرض الأجداد وموطن الأحباب من أجل قيام هذا الصرح السوداني الخالص. وأضاف إن الشركة كما وعدتهم فقد أقامت لهم مؤسسات اجتماعية تؤسس لرقي وحضارة، حيث أنشأت أكثر من (22) مدرسة جديدة استوعبت (2.525) طالباً وطالبة و(7) مراكز صحية وارتفعت (11) من المآذن والمساجد و(17) من آبار المياه الجوفية والميكانيكية وامتدت خطوط شبكات المياه بطول (200) كيلو متر، طولي، في داخل المجمعات السكنية، كما تم تمديد الخدمات الصحية والتعليمية وخدمات المياه لعدد (39) قرية، أخرى مجاورة للمشروع، كما تم إنشاء مكتبة حديثة بكلية القطينة التقنية، مؤكداً أن ليس هذا نهاية المطاف، بل نقطة البداية حتى تصبح هذه المجمعات مدنا مكتملة الأركان وذلك إيماناً من الشركة ومساهميها بأن الهدف في الأساس هو الإنسان روحاً وعقلاً وبدناً. شكراً كل من ساهم في إكمال هذا الصرح. وقال: (هم أصحاب المصلحة الحقيقية)، وشكر أيضاً العاملين. وقال في حقهم :(كما هي كلمة إجلال وإعزاز لزملائي وزميلاتي من العاملين والعاملات بالشركة والذين لولاهم لم نصل.. فالطريق امتد ولم تقصره إلا الصحبة الطيبة والفاعلة والأمل بأن الغد أفضل وأجمل، بإذن الله تعالى).
      
القصة لم تنته بعد
وبالقاعة الرئيسة لشركة سكر النيل الأبيض كان هنالك تنويراً إعلامياً جلس على المنصة وزير الصناعة د. "محمد يوسف علي" والعضو المنتدب المدير العام للشركة "حسن ساتي" ومدير التسويق بالشركة الأستاذ "حسن" والذي افتتح التنوير بعد الترحيب، طالباً من الحضور الصحفي والإعلامي من الدخول المباشر في الأسئلة والاستفسارات وقد كان.
وزير الصناعة أكد وهو يجيب على الأسئلة ويجيب على سؤال (المجهر) عن خطة الدولة الكبرى للسكر، حيث قال: (سكر النيل الأبيض يعتبر واحد من خطة السكر الكبرى والتي تعتبر من الخطوط الطموحة ولولا الحظر المفروض علينا لتم تنفيذ كل مصانع السكر المقترحة، مشيراً إلى أن الأزمة المالية العالمية والحظر أثرا على ذلك، مشيراً إلى أن الطاقة التصميمية للنيل الأبيض تبلغ (450) ألف طن. وقال: إن هنالك انفراج أمريكي في تخفيف العقوبات الاقتصادية على السودان والتي من بينها الحظر، ودعا أيضاً إلى البحث عن مصادر أخرى، فيما يتصف باستجلاب الآليات والمعدات، مشيراً هنا إلى سكر النيل الأبيض لديه حاصدات برازيلية)، فيما أشار "ساتي" هنا إلى مساعي شركته إلى مسارعة الخطى، وأن هنالك مساعٍ لزراعة وصناعة البذور حتى يكون لدينا رصيد كافٍ من البذور الناضجة، خاصة ونحن بحاجة إلى (8 ـ 10) أشهر، حتى تكون لدينا تقاوي، وقال إنه تم تعديل الخطة بزراعة (5) آلاف فدان، إضافية في الصيف. وقال: إن المعالم التي احتفلنا بها تعتبر معالم مهمة تؤسس لتطوير المشروع تؤسس للحصاد الأخضر وستنقل الشركة إلى وضع أفضل وتحسين نوعية القصب، بالإضافة إلى تعزيز مصادر دخل الشركة، مؤكداً أن الحاصدات الأمريكية التي تحصلنا عليها هي اختراق، فأمريكا متطورة في هذا المجال خاصة وأنها ستعمل فرق في العمليات الزراعية.
وأكد أن صناعة السكر ومنظومتها هي الحل الوحيد في السودان من أجل إحداث التنمية، وأضاف: (هذه هي قناعتي الشخصية لأنها هي الصناعة الوحيدة الموجودة في الريف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...