الثلاثاء، 21 فبراير 2017

بيان الترويكا ... وضوح الموقف الأمريكي



حبست الحكومة السودانية أنفاسها خلال الأيام الماضية، وهي تنتظر  موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب من العملية السلمية التي اتخذت منها إدارة أوباما موقفاً ايجابياً في آخر لحظات من عمر إدارتها،  تمثلت في رفع  العقوبات عن السودان، وتقدمها بمقترح لتسهيل وصول المساعدات الانسانية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المقترح، وافقت عليه الخرطوم ورفضته الحركة الشعبية، ولحسن الطالع لم يستمر حبس الأنفاس هذا طويلاً، إذ تنفست الحكومة الصعداء بعد أن عبرت سلطات أمريكا عن موقفها من مجريات الأوضاع  عبر بيان مشترك مع دول الترويكا دعت فيه الأطراف السودانية للالتزام بخارطة الطريق التى تم التوصل إليها بتوسط الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، وطالبت خلاله الحركة بقبول المقترح الأمريكي الخاص بإيصال المساعدات

ترحيب حكومي
الحكومة السودانية أبدت ترحيبها ببيان دول الترويكا حول عملية السلام في السودان، ونقلت لـ « دبلوماسيين « من تلك الدول في لقاء مباشر سعيها الجدي لإقرار السلام الشامل في البلاد،  حيث أفاد المتحدث بإسم وزارة الخارجية قريب الله خضر، في تعميم صحفي أن وكيل الوزارة عبد الغني النعيم، استقبل القائم بأعمال السفارة الأميركية  بالخرطوم استيفن كوتسيس والقائم بالأعمال البريطاني السيدة كيث، وتناول اللقاء بيان الترويكا التي تضم «أميركا، وبريطانيا، والنرويج»، سيما وأن البيان جاء فيه تأكيد تلك الدول على استمرار دعمها للعملية السلمية تحت قيادة الآلية الإفريقية برئاسة ثامبو أمبيكي، وحثت الموقعين عليها الالتزام بالاتفاق وإيقاف العدائيات بشكل شامل والإنخراط في حوار سياسي وتابعت في بيانها «يتعين على حكومة السودان الآن توفير بيئة تشجع حرية التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية لكل من المعارضة المسلحة وغير المسلحة في السودان»
جهود أمريكية
 
بيان  الخارجية نقل عن القائم بالأعمال الأمريكي تأكيدات  عزم الولايات المتحدة مواصلة الجهود مع الحركات المسلحة للتجاوب مع المقترح الأمريكي لإيصال المساعدات الإنسانية على النحو المطلوب، والتوقيع على إتفاقية وقف العدائيات والشروع في التفاوض مع الحكومة السودانية، لتجد الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال- نفسها في مواجهة مع المجتمع الدولي، الأمر الذي دعاها لإصدار بيان عاجل وسريع قالت فيه إنها لم ترفض المقترح الأميركي، وإنما طالبت بإجراء تعديلات عليه، وأفادت بتقديمها 4 تنازلات في القضية الإنسانية، لتخيب بموقف الإدارة الأمريكية الجديدة الأخير ظنون المعارضة بشقيها المدني والمسلح، والتي كانت تتوقع ضغوطاً من إدارة ترامب على حكومة السودان في ملف المساعدات وعلمية السلام
تغيير في الاستراتيجية
أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية بروفسير حسن الساعوري قال لـ « آخرلحظة « أمس إن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة عبر بيان الترويكا أوضح بشكل جلي تغيير الاستراتيجية من دعم للحركات المسلحة إلى التفكير في دعم الحكومة والتفاوض معها، والاقتناع بأن النظام الحالي يبقى ولايزول، بعد أن كان الموقف في السابق قائم على إسقاطه، وأردف هذا تغيير نوعي في الموقف، ويشكل ضغطاً غير مباشر على الحركة الشعبية والحركات، متوقعاً أن تكون النتيجة لهذه الخطوة في حال رفض مطلوبات البيان من الفصائل فقدان الدعم المالي واللوجستي ودعمها في المنظمات الدولية، وبذا تصبح بدون ظهر يسندها مما يدفعها للتعجيل بتوقيع اتفاق سلام مع الحكومة
 
الاستعدادات على الساحة
 
الساحة الآن باتت تشهد وقفاً للتراشقات الإعلامية بين الحكومة والمعارضة سيما المسلحة، وكان هنالك اتفاقاً مبطناً بين الأطراف على تجنب ذلك، يتزامن مع هذا الأمر هدوء في جبهات القتال، بالرغم من أن وقف إطلاق النار تم إعلانه من الطرف الحكومي، وجدية من جوبا في منع انطلاق أي أعمال عدائية من أراضيها باتجاه أراضي السودان مع موقف مماثل من الخرطوم، لتشير كل هذه الحيثيات إلى أن الأوضاع مهيأة الآن لانطلاقة جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف، ربما تحدث اختراقا في الملفات، سيما وأن الرئيس المشير البشير قال في جلسة مجلس  الوزراء قبل أيام إن هنالك مرحلة جديدة ثانية من الحوار ستبدأ بين الذين شاركوا في الحوار الوطني وهم بالداخل مع الممانعين..
لؤي عبد الرحمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...