الأحد، 6 مارس 2016

البحر الأحمر .. مشكلات على منضدة الرئاسة




يبدو أن عهد الزيارات التشريفية والصورية قد انتهى، فالنهج الذي ينتهجه نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن في زياراته للولايات جعل المسؤولين يعملون له ألف حساب ويعدون لكل سؤال جواب لتجيء زيارته الأخيرة لولاية البحر الأحمر في ذات السياق من المساءلة والمحاصرة كما أنها أتاحت للوزراء والمعتمدين  بالولاية إبلاغ الرئاسة عن مشكلاتهم مباشرة، والتي تعامل معها النائب بالمعالجة الفورية سواء بتوجيه المعنيين بتسوية المشكلات أو بتعهدات منه لحل المعضلات.

المياه هي الأولوية:
نائب الرئيس بعد أن خاطب جماهير الولاية في المحليات المختلفة عقد جلسات متعددة مع المسؤولين ليقف بنفسه على سير العمل بالولاية، و بدأت لقاءات النائب بوالي الولاية الذي كشف عن أن ميزانية ولايته  للعام الحالي بلغت مليار و 454 مليون جنيهاً، 52%منها عبارة عن  موارد ذاتية للولاية والبقية دعماً اتحادياً منها  24% اعتمادات الفصل الأول و14% سلع وخدمات، فيما ذهبت الـ 62% منها للتنمية، موضحاً أن المياه وضعت في مقدمة الأولويات لارتباطها بكل القطاعات، وأشار إلى أنهم شرعوا في حفر آبار، وقال إن الحل الجذري لأزمة المياة بالولاية يكمن في وصول مياه النيل.
قطع الغيار وراء توقف المحطات
وقدم الوالي شرحاً وافياً عن أزمة المياه بالولاية، وقال إن محطات التحلية الموجودة طاقتها 15 ألف طن ولكنها تنتج حالياً 2 ألف طن فقط بسبب عدم توفر الإسبير، مشيراً إلى حوجة الولاية الماسة إلى محطة تحلية جديدة بطاقة كبيرة، وأضاف قائلاً «قررنا أن ننهي الملف في 30 يونيو 2017م، مشيراً إلى أنهم خططوا لافتتاح 25 مركزاً صحياً بنهاية العام تم افتتاح 6 منها ، وتابع عندنا حوجة لمستشفى أطفال وآخر للأسنان لتكون مرجعية ولدينا مركز للكلى، ولكننا نريد مركزاً آخر في سنكات.
إشكال في تعليم الريف:
انتشار السكان في أنحاء الولاية وعلى مسافات متباعدة وضع الولاية أمام تحديات كبيرة في كيفية توفير الخدمات، حيث قال الوالي إنه أثر على تقديم خدمات التعليم، وأبان أن تعليم الريف فيه إشكال حقيقي، مقراً بأن الوالي السابق محمد طاهر إيلا قد حقق نجاحات في مشروع الغذاء مقابل التعليم ، وأوضح أن الأسر كانت تخرج ابنائها وبناتها فى سن مبكرة من المدارس لمساعدتها فى كسب العيش لذلك استهدف المشروع الاسر موجها سؤلا لوزيرة التربية والتعليم بالولاية عن تكلفة مشروع الغذاء فى العام ونوعية المواد التى تقدم فاجابته الوزيرة التى كانت حاضرة فى الاجتماع انه يكلف 28 مليون جنيه بعد سحب جزءء من المساعدات مثل  الزيت والسكر والبن والذرة ، ليضيف الوالي أنهم وضعوا خطة لتنفيذ داخليات في كل محليات ولاية البحر الاحمر للاساس والثاني كمدارس تجميعية لمساعدة الأهل في الريف على التعليم.
مشكلة أعلاف:
مشروع بستاني بتقنيات حديثة بداية لنهاية أزمة العلف التي تعاني منها الولاية، وقال الوالي إنهم تواصلوا مع شركة أردنية متخصصة في الري بالتنقيط لتنفيذه وتدريب العنصر المحلي، مبيناً أن الأسماك في الولاية لايمكن تطوير إنتاجها إلا بدخول مواعين واليات كبيرة مثل الجرافات ولأجل ذلك أنشأنا شركة مساهمة عامة يشارك فيها الصيادين والحكومة ومجموعة تجار لدخول مجال صيد الاسماك والاستزراع السمكي، وأردف أنهم تواصلوا مع شركات سعودية لإنجاح المشروع، وأبان أن الولاية بها مشكلة أعلاف سنعمل على حلها بالتعاون مع الولايات المجاورة.
إقرار بالعطالة:
الوالي أشار إلى أن هنالك مشكلة عطالة كبيرة جداً، موضحاً أن هيئة المواني البحرية، أعلنت عن وظائف تقدم لها 29600 شخص تم توظيف 500 فقط منهم، لذا فإننا سنشجع الاستثمار في السياحة لإيجاد وظائف وسنعمل علي تسهيل حركة الطيران إلى بورتسودان ومايحدث فى الاقليم من اضطرابات يجعل منطقتنا جاذبة وقد زار الولاية  في العام الماضي 4 آلاف سائح، أما السياحة الداخلية فقد وصلت  مليون و200 سائح من كل البلاد، وهذه المهرجانات لتوفير فرص العمل للشباب.
حلول للاستثمار:
ولاية البحر الأحمر ربما أرادت تفادي المشكلات التي وقعت فيها الولايات الأخرى في الاستشتمار فقد ذكر  والي  الولاية في الاجتماع  الذي  ضم نائب الرئيس و قادة حكومته، أنه لن يطرح أي موقع استثماري للمستثمرين مالم تحل المشكلة على الأرض مع المواطنين وأضاف نريد أن نبدأ التجربة بمخططات نجهزها ونسجلها باسم الحكومة بعد حوار مع الأهالي حتى إذا جاء المستثمر يمكن تسليمه قطعة الأرض في أقل من 72 ساعة، وكذلك الشركات التي تريد الاستثمار في المجالات الأخرى، مؤكداً أن الحكومة بالولاية تعمل في جو من الاستقرار وتناغم تام مع الجهاز التشريعي.
نازحو حلايب:
وفي السياق قال معتمد حلايب خلال الاجتماع إن واردات الفواكه المصرية التي كانت تدخل عبر المحلية كانت توفر فرص عمل لآلاف المواطنين وهي أقل تكلفة، ولكنها توقفت مع مصر بسبب اتفاقيات المعابر مناشداً نائب الرئيس بوضع معالجة للقضية والسعي لبناء قرية نموجية للمواطنين الذين نزحوا من مثلث حلايب، خاصة مناطق أبورماد وشلاتين وحلايب إبان  الاحتلال المصري لها وسكنوا في  مخيم يبعد بضعة كيلومترات عن حلايب، مبيناً أنهم فقدوا كل أمتعتهم عند النزوح وتركوها هناك.
توجيه رئاسي:
نائب الرئيس وصف الخطة التي وضعتها حكومة الولاية للعمل بأنها محكمة، مطالباً الوالي والمعتمدين بالنزول للمواطنين وعدم التركيز على عاصمة الولاية، وقال خلال مخاطبته الاجتماع زرنا سد أربعات، وأضاف « الزيارة لأربعات أحسن لي من 100 تقرير تأتيني وأنا قاعد في الخرطوم « وتابع هذا هو المقصود بالإصلاح، وهو أن نعمل للناس، ونستمع للمواطنين. مخاطباً المسؤولين بولاية البحر الأحمر بقوله «استماعك للمواطن حل لـ50% من المشكلة ولازم نشوف أصحاب المصلحة عن قرب، موجهاً حكومة الولاية بإكمال قاعدة البيانات.
لؤي عبدالرحمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...