الخميس، 18 أغسطس 2016

رؤي اقتصادية..




الخبير الاقتصادي الأستاذ صاحب فلسفة سياسة التحرير الاقتصادي، عبد الرحيم حمدي، شخصية تعتبر تاريخية ومميزة للحد البعيد، ويملك من الحكمة والدراية بشؤون الاقتصاد والمال ماهو كفيل بأن يقنع الجميع شئنا أم أبينا.. لأنه ببساطة شخصية تحمل من الأفكار ما يجعلني على قناعة تامة بأن حديثه حديث علمي ومقنع لي على مستوى شخصي. > وتقلد الرجل منصب وزير مالية السودان في بداية التسعينيات، وبالأمس كم كنت أتمنى أن أكون حضورا لكلامه في جلسة المجلس الأعلى للاسثمار، والتي كشفت أن 70% من المستثمرين لا يمكنهم العمل نتيجة للتعقيدات والمشكلات التي تحيط بعملية الاستثمار في البلاد.. وأكثر ما أعجبني في الحديث الذي تناولته الصحف، تشريحه للوضع الاقتصادي الراهن وكيفية وضع الدولة للحلول الاقتصادية والتي اعتبرها مجرد اجتماعات إجرائية لا تأتي بشيء.. وفعلا صدقت المقولة (نسمع ضجيجا ولا نرى طحينا) ووزراء القطاع الاقتصادي كل يوم (قايمين وقاعدين) اجتماعات ولقاءات وسفر ووفود ولم تسفر جهودهم تلك في إصلاح الشأن الاقتصادي ولو بخطوة.. والواقع يكذب كل أفعالهم تلك، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، فالمصانع معطلة والوظائف محدودة والبطالة والفقر في زيادة مستمرة والأسعار في زيادات كبيرة والدولار مرتفع والجنيه السوداني( وقع الارض) وزادت الحاجة وتراجعت المرتبات وضعفت أكثر مقابل المتطلبات المعيشية واستفحال غول الغلاء في الاسواق. > وعلى حد قوله، كل هذا يحدث والناس متحملة شديد جدا (ورابطة الحزام على بطونها) من سوء الحال وضيق المعيشة مع الأسعار التي تتجه نحو الزيادة مع كل صبح يوم جديد والاوضاع الحالية أسوأ مما كانت عليه في بداية الإنقاذ، وهذا لعمري اعتراف خطير مع العلم بأن بعض رموز الدولة والمسؤولين في حكومة الإنقاذ في لقاءات جماهيرية (اتريقوا) على الناس، وقالو إن الشعب السوداني قبل مجيء الإنقاذ لم يكن يعرف (الهوت دوق) والكبريت والصابون، رغم أننا عندما نرى في أرشيف تلفزيون السودان المطرب ابوداود كان يغني ويحمل كبريتة بيده في الستينيات.. وهل كنا نغسل ملابسنا بالطين أم ماذا.!!؟ > ورغم ضيق الحال قبل الإنقاذ، كانت الامور مستقرة والناس عايشة مستورة حال واليوم اختلف الحال جدا. > الدولة أعدت قبل ذلك البرنامج الثلاثي والذي باء بالفشل دون أي مخرجات أو نتائج واضحة لإصلاح الاقتصاد السوداني، والآن ابتدعت البرنامج الخماسي لمعالجة المشكلات المزمنة في جسد الاقتصاد، ولكن تقييم الاستاذ حمدي له بأنه برنامج توسعي وإنشائي جدا ولا يحتوي على أرقام وموارد، وقال إن البرنامج مخجل (ومافيه سياسات واضحة علشان البلد تمشي لي قدام) وبذا تكون (جهيزة قطعت قول كل خطيب)، بمعنى لا زيادة أو تعليق على البرنامج الخماسي بعد حديث أهل الشأن والاختصاص، وإذا الدولة اعتبرته مرجعية لها فهذا كلام فارغ.!! > مكاتب الدولة مليانة تقارير واجتماعات من الصباح وحتى المساء.. ومافي حاجة ماشة للامام.. وهذا حديث صحيح، فما تم صرفه على الورش والمنتديات والمؤتمرات الاقتصادية من مبالغ مالية ضخمة كان كفيلا بحل مشكلات كبيرة لزيادة الانتاج حال تم توجيه تلك المبالغ الوجهة الصحيحة بدلا عن عقد مؤتمرات ولقاءات فاشلة امتدت قرابة ربع القرن، تنعقد بذات الشخصيات والتوصيات التي تقبع تحت أدراج المسؤولين في الدولة دون نتائج ايجابية واضحة و(نلف وندور) في ذات الدائرة. > الأوضاع الاقتصادية إذا كان للدولة أن تعالجها، يجب أن يضع المسؤولون في الدولة حديث الخبير الاقتصادي عبدالرحيم حمدي نصب أعينهم والمحاولة على أقل تقدير الاستفادة منه في إصلاح ما يمكن إصلاحه قبل فوات الأوان، وأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي.. واسمع كلام الببكيك ولا تسمع كلام البضحكك، فهل هنالك من يسمع تلك النداءات؟
رشا التوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اتفاقية لتحسين سبل كسب العيش بولايات دارفور

وقّعت المنظمة العربية للتنمية الزراعية اليوم بمقرها بالخرطوم اتفاقية تعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP التابع لمنظمة الأمم المتحدة لتعز...